الإدارة العامة للتربية الخاصة (بنين)

تطور التربية الخاصة

​​marahel.png

​تطور التربية الخاصة في المملكة العربية السعودية:

  • التعليم الخاص:​​​
كانت بدايات التعليم الخاص بالمملكة من خلال الجهود الفردية ، مع استهلالة العقد السابع من القرن الرابع عشر الهجري ، فقد تحمس بعض أبناء هذا الوطن من المكفوفين لتعلم طريقة برايل فأتقنوها ، ثم بذلوا جهدهم المشكور لنشرها ، وبدأ ذلك النفر المتحمس السعي بجهد فردي لإقناع بعض الجهات التعليمية بغية تبني طريقة برايل و تيسيرها للمكفوفين ، وكانت الاستجابة مع حلول العام الهجري 1377 حيث وافقت المعاهد العلمية و الكليات على فتح فصول مسائية ملحقة بكلية اللغة العربية بالرياض ، و التحق بالفصول مكفوفون و مبصرون للدراسة بها حتى فتحت وزارة المعارف مدرسة جبرة في الفترة المسائية كمقر لتعليم المكفوفين و تدريبهم على طريقة برايل و ذلك في العام الهجري 1378.

 
وبدأت وزارة المعارف و على رأسها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله - وزيرها الأول- تتأكد من جدوى الطريقة ، فمنحت المدرسة دعماً مالياً وعملت على توفير بعض الوسائل الخاصة بالخط النافر .

 
وقد شكلت تلك الأجواء البداية الحقيقية و حجر الأساس لإرساء التربية الخاصة بمراحلها المختلفة ، وفي ظل وزارة المعارف حملت التربية الخاصة اسم ( التعليم الخاص ) وتم إحداث أول معهد لتعليم المكفوفين بالعاصمة الرياض - العام الهجري 79 / 1380 العام الميلادي 59/60 - وكان يضم إذ ذاك خمسة فصول ابتدائية وثلاثة فصول مهنية ، يدرس فيها أربعون طالباً من المكفوفين أطلق عليه اسم معهد النور بالرياض ليكون أول شهادة عملية على الرعاية و الاهتمام المدروس بالفئات الخاصة في بلادنا الحبيبة .

 
كان تأسيس إدارة التعليم الخاص في العام الهجري 1382 - العام الميلادي 1962 - بغية تقديم الخدمات التعليمية و المهنية و الاجتماعية لفئات ثلاث هي : المكفوفون و الصم و المتخلفون عقلياً ، وكان ذلك من خلال القرار الوزاري رقم 2385 في 19/11/1382 هـ الذي حدد مسئولية إدارة التعليم الخاص تجاه مدارس المكفوفين ، وعهد إلى الإدارة نشر هذا النوع من التعليم حسب مقتضيات المصلحة و توسيع نشاطها ليشمل الصم و غيرهم ، ونصت ديباجة القرار على أن إنشاء تلك الإدارة من مقتضيات المصلحة العامة للعناية بفئة من المواطنين تحتاج إلى رعاية خاصة أثناء فترة التعليم .

 
وقد تلا ذلك إنشاء المزيد من معاهد النور ، كمعهد النور بمكة المكرمة العام الهجري 1383 و بعنيزة بنفس العام و بالهفوف في العام 1383 ، و للكفيفات بالرياض العام الهجري 1384 و بالمدينة المنورة و القطيف في العام الهجري 1387 ثم بريدة العام الهجري 1388 ، وقد ضمت هذه المعاهد فصولاً للمرحلة الابتدائية ، و أقساماً مهنية - قبل أن تنقل تبعية تلك الأقسام لاحقاً إلى وزارة العمل و الشئون الاجتماعية - كما ضمت هذه المعاهد فصولاً للمرحلة المتوسطة في أغلبها ، وضم بعضها فصولاً للمرحلة الثانوية .

 
وواكب ذلك إنشاء معهدي الأمل للصم بالرياض في العام الهجري 1384 للبنين و البنات ثم آخرين في العام الهجري 1391 بمدينة جدة ، ضمت جميعاً فصولاً للمرحلتين التحضيرية و الابتدائية ، ثم افتتح معهدان متوسطان للبنين و البنات في الرياض في العام الهجري 92/1393 وتم كذلك في العام نفسه افتتاح معهدين للتربية الفكرية للبنين و البنات لفئة المتخلفين عقلياً من القابلين للتعلم ، وفي العام الهجري 1392 تم تطوير إدارة التعليم الخاص لتصبح المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص بموجب القرار الوزاري رقم 40/36/4/61 في العام الهجري 1392 .

 
وتم تحديد تبعيتها إلى وكيل وزارة المعارف المساعد لشئون التعلم العام ، و انبثق عنها ثلاث إدارات بموجب القرار الوزاري رقم 40/36/674 في العام الهجري 1394 ، وهي إدارة تعليم المكفوفين و إدارة تعليم الصم ، و إدارة التربية الفكرية ، مزودة بمجموعة من الموجهين المتخصصين - كما يطلق عليهم في ذلك الوقت - وجهاز للسكرتارية ، وفي العام الهجري 1404 أطلق على المديرية العامة لبرامج التعلم الخاص اسم الأمانة العامة للتعلم الخاص بموجب التوجيه السامي رقم 3189 والصادر في يوم 22 من الشهر العاشر من العام الهجري 1404 ، وقد ضمت هذه الأمانة نفس الإدارات الثلاث سالفة الذكر ، و أنيط بها التخطيط لبرامج التعليم الخاص ، كما ضمت قسماً للمطابع ، يقوم بطبع الكتب الدراسية و كذلك هيئة فنية من الخبراء التربويين المتخصصين للقيام بمهمة التوجيه التربوي في المعاهد ، و إعداد الدراسات و الأبحاث الخاصة بتطوير تلك المعاهد و برامجها .

 
ثم صدر قرار معالي وزير المعارف رقم 1590 في 11/10/1405 هـ و الذي تضمن تعديلات و تنظيم للوضع القائم ، لتؤول تبعية الأمانة العامة للتربية الخاصة لوكيل الوزارة مباشرة ، وبعدها صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 131 في 13/10/1413 هـ بنقل اختصاصات معاهد التعليم الخاص للبنات إلى الرئاسة العامة لتعليم البنات .

 
​تلا ذلك صدور قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 177 في 20/11/1416 هـ بضم المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشئون المكفوفين إلى وزارة المعارف ، وسعودته ، وتوحيد نشاطه مع أوجه نشاط الأمانة العامة للتربية الخاصة ، فانتقل مقر الأمانة المذكورة من مبنى الوزارة إلى مبنى المكتب الإقليمي سابقاً بحي السفارات .

 

الإدارة العامة للتربية الخاصة

وفي إطار التطورات المتلاحقة السريعة ، و الاتجاهات التربوية الحديثة التي تقوم عليها مفاهيم التربية الخاصة ، رأى المعنيون بالأمانة العامة للتربية الخاصة أن هذا الاسم - التعليم الخاص - لم يعد يتمشى مع هذه التطورات ، وتلك الاتجاهات التي تتسم بالشمولية في نظرتها تجاه الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة ، إذ أنهم يتميزون بسمات وخصائص معينة تستوجب التركيز على الخدمات التربوية التي تتواءم مع تلك الخصائص بغية تأهيلهم تربوياً و نفسياً و اجتماعياً ، في نطاق تحقيق التكامل النفسي و الوجداني و الاجتماعي

 
ونظراً لأن مفهوم التعليم الخاص ، لم يعد ينسجم مع طبيعة تلك الخدمات و البرامج المطلوبة لتلك الفئات ، فقد رفع المسئولون مشروع قرار لمعالي وزير المعارف ، مقترحين تعديل الاسم إلى الأمانة العامة للتربية الخاصة ، لشمولية المصطلح الأخير للمفاهيم التربوية الحديثة التي تقوم عليها عملية تربية وتعليم تلك الفئات الخاصة .

 
وعليه ، فقد صدرت موافقة معالي وزير المعارف على الطلب بتعديل اسم الأمانة العامة للتعليم الخاص إلى الأمانة العامة للتربية الخاصة في منتصف العام الهجري 1417 . وفي الربع الأخير من العام الهجري1427هـ تم تغيير مسمى الأمانة العامة للتربية الخاصة إلى الإدارة العامة للتربية الخاصة ضمن إعادة الهيكلة التنظيمية لوزارة التربية و التعليم ـ وزارة المعارف سابقا ًـ .

 
وعلى إثر ذلك ، قامت الإدارة العامة للتربية الخاصة ، جاعلة نصب عينيها اكتشاف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من موهوبين و معوقين منذ المراحل المبكرة ، كما أخذت على عاتقها وضع الخطط وبناء الاستراتيجيات المناسبة لأحوال المعوقين و الموهوبين على اختلاف فئاتهم ، كما عملت على تنمية مواهبهم و تربيتهم و تعليمهم و تدريبهم بهدف الوصول إلى أفضل مستوى يوافق قدراتهم و يوائم إمكاناتهم بعد تحفيزها و استثارتها و توظيفها في أحسن صورة ممكنة .

 
وفي ظل الإستراتيجية الشمولية و القفزة الهائلة ذات التطور النوعي و الكمي للإدارة العامة للتربية الخاصة ، فقد تم وضع الخطط و البرامج اللازمة ، ليس لخدمة المكفوفين و الصم و المتخلفين عقلياً فحسب ، بل تواصلت الجهود ليل نهار حتى تبلورت و ظهرت للوجود كوادر تربوية لتشمل برعايتها و اهتمامها فئات أخرى مثل :
  • فئة ضعاف السمع.
  • فئة ضعاف البصر.
  • فئة ذوي صعوبات التعلم.
  • فئة متعددي العوق.
  • فئة المضطربين سلوكياً و انفعالياً.
  • فئة التوحديين.
  • فئة المضطربين تواصلياً.
  • فئة المعوقين جسمياً و حركيا .
كما تم تخصيص فئة الموهوبين و المتفوقين بمزيد من الرعاية و العناية و المتابعة و الاهتمام ، حيث أنهم ثروة وطنية لا تقدر بمال ، وهم حاملو لواء المسئولية في الغد إن شاء الله ، فكان برنامج الكشف عنهم و رعايتهم من أنشط البرامج المصممة في هذا السبيل ، ثم توج هذا النشاط - أخيراً - بإنشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز و رجاله لرعاية الموهوبين .

 
تم ذلك كله بصورة أظهرت سلامة المسار وصحة التوجه ، الأمر الذي جعل التربية الخاصة في بلادنا تحتل مكانة مرموقة بين دول العالم ، وتضطلع بدور ريادي بين دول المنطقة في تطبيق الأساليب التربوية الحديثة في مجالات التربية الخاصة المختلفة ، مما زاد من وهج مكانة المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية ، و اجتذاب إعجاب المتخصصين في هذا الحقل حتى شهد العالم وصول بعض المسئولين بالتربية الخاصة إلى مناصب إقليمية و دولية مرموقة ، تقديراً لدور المملكة و تثميناً لجهودها و اعترافاً بكل ما بذلته و ما تبذله من أجل ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة من أبناء هذا الوطن الغالي .

 
وقد تعاقب على تسيير شئون التربية الخاصة بالوزارة منذ إنشائها حتى الآن مجموعة من أبناء هذا البلد الطيب ، وهم مرتبون فيما يلي حسب التسلسل الزمني لفترة عمل كل منهم :

 
 أ./ عبدالله بن محمد الغانم

 
 أ./ عبدالرحمن بن عبدالله العبدان

 
 الأستاذ / محمد بن سعد المشعان 

 
أ/ علي بن ناصر الوزرة 

 
 أ​/ سعيد بن محمد الملّيص.

 
 أ. / عبدالله بن عبدالعزيز السلوم

 
 د./ زيد بن عبدالله المسلط

 
د./ ناصر بن علي الموسى

 
د. / إبراهيم بن عبدالعزيز الفوزان
 
د./ عبد الله بن فهد العقيَل

أ. ناصر بن حمد البراهيم

 
وقد أبلى الرواد الأوائل الذين انتهت مدة تعيينهم أو تكليفهم بالإشراف على التربية الخاصة بلاء حسناً في سبيل النهوض بمستوى كم و نوع الخدمات المقدمة للفئات الخاصة في بلادنا الحبيبة .